مراجعة وتقييم لعبة Starfield

لعبة Starfield تعتبر واحدة من أكثر الألعاب المنتظرة لهذا العام، خصوصاً بين مستخدمي أجهزة Xbox حيث تمثل إحدى أبرز الحصريات للمنصة في هذا العام. ورغم ضخامة اللعبة والمحتوى الذي تقدمه للاعبين، إلا أننا تمكنا من الانتهاء منها بسرعة نسبية وأصبحنا جاهزين الآن للخوض في مراجعة وتقييم لعبة Starfield.

معلومات لعبة Starfield

القصة الرئيسية

بعد نجاح البشر في الهبوط على كوكب المريخ عام 2050 وسيطرتهم على الفضاء في غضون خمسين عامًا من هذا الهبوط، تمتد تقدمهم إلى ما وراء النظام الشمسي، وتصل ذروة التقدم البشري في عام 2330.

مع زيادة الازدهار والإهمال المعتاد لكوكب الأرض، تنشأ طموحات الحكومات للسيطرة على موارد الكون أو استغلال الضعفاء كالعادة. يندلع صراع بين قوتين عظمتين وهما Freestar Collective و United Colonies، يُسمى “Colony War”، وكالمعتاد، يتحمل الأبرياء أعباء هذه الحرب ويموت أعداد كبيرة منهم. عندما تنتهي الحرب، يبدأ عصر السلام ومعه تبدأ أحداث لعبة Starfield.

هنا، يجسّد اللاعب دور عضو في فريق تنقيب يبحث عن المعادن في الفضاء الشاسع، وتسير الحياة بشكل طبيعي حتى يجد اللاعب قطعة غامضة تحمل فيها سر نشأة الكون. في هذه اللحظة، ينقلب كل شيء رأسًا على عقب ويبدأ اللاعب رحلة البحث عن باقي القطع المرتبطة بهذا السر العظيم في سبيل فهم أسرار الكون. خلال هذه الرحلة الملحمية، يتعرض اللاعب لمغامرات وتحديات مثيرة.

المركبة الفضائية

بعد بداية اللعبة بوقت قصير، سيحصل اللاعب على مركبة فضائية تمكنه من الوصول إلى العديد من الكواكب واستكشافها. حيث تحتوي اللعبة على حوالي 1000 كوكب قابل للاستكشاف، ولكن للأسف، يعتبر معظم هذه الكواكب متشابهة ولا تقدم الكثير من التنوع.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر المركبة الفضائية مكانًا يمكن لشخصية اللاعب أن يأخذ فيه قسطًا من الراحة ويستعيد نشاطه، وتستخدم المركبة أيضًا لحفظ العناصر والموارد التي يجمعها اللاعب خلال رحلات الاستكشاف.

وبالنظر إلى أهمية المركبة الفضائية في اللعبة، فهي مجهزة لخوض العديد من المعارك المثيرة خلال أحداث القصة. يمكن للاعب تخصيص الأسلحة المتاحة في المركبة وترقيتها لزيادة كفاءتها، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن بيع المركبة الحالية وشراء واحدة جديدة بمواصفات محسّنة، مما يتيح للاعب تحسين تجربته وتكيف المركبة وفقًا لاحتياجاته واستراتيجيته الشخصية.

عالم اللعبة

ليس من المستغرب أن اللعبة تحتوي على عالم ضخم، حيث كانت الأخبار تشير إلى ذلك على مدار اعوام قبل صدور اللعبة. تحتوى اللعبة على حوالي 1000 كوكب جاهز للاستكشاف. ومع ذلك، يجب الاشارة أن معظم هذه الكواكب تم تصميمها بشكل آلي باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث تبدو مكررة في كثير من الأحيان. كان من الأفضل تقديم عدد قليل من الكواكب التي تم تصميمها يدويًا بدلاً من الآلاف من الكواكب العشوائية، حيث كان ذلك سيمنح اللاعبين تجربة استكشافية أكثر تنوعًا وإثارة.

لا يعني هذا أن اللعبة لم تقدم مدنًا رئيسية ذات حجم كبير بل على العكس تمامًا. تتميز اللعبة بوجود عدد هائل من المدن الرئيسية التي تم تصميمها على غرار المدن المستقبلية. تعد مدينة New Atlantis واحدة من أبرز هذه المدن، حيث تتسع بشكل ضخم وتقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة وتلعب دورًا مهمًا في سير الأحداث الرئيسية للقصة. تُعتبر هذه المدينة المقر الرئيسي لجماعة Constellation.

من ناحية أخرى، تأتي مدينة Akila الخاصة بجماعة Freestar Collective “الطرف الثاني في الصراع” هذه المدينة تمثل عالمًا مختلفًا تمامًا عن New Atlantis، ولعشاق اجواء السايبربانك، هناك مدينة نيون والتي تجلب إلى الذهن ذلك الجو الحضري النابض بالحياة، والتي تشبه إلى حد كبير مدينة Night City المألوفة من لعبة Cyberpunk 2077. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك استكشاف العديد من المدن والمناطق الأخرى الجميلة ضمن عالم اللعبة واستكشاف ما تخبئه القصة لك.

أسلوب اللعب

بما أن اللعبة تصنف من فئة العاب RPG فهى تمتلك مجموعة ضخمة من التعديلات والتحسينات. لنلق نظرة على تحسين شخصية اللاعب حيث تتيح لك Starfield ميزة تطوير مهاراتك من خلال شجرة المهارات. حيث يمكنك تخصيص مسار الشخصية الخاص بك بحيث تعزز من صحتك وتحسّن أسلوب القتال بطريقة تناسب أسلوب اللعب الخاص بك.

إضافةً إلى ذلك، تتيح لك اللعبة تخصيص شخصيتك بشكل أعمق من خلال اختيار خلفية درامية للاعب. يتأثر أسلوب حياتك وتفاعلك مع العالم المحيط بك بناءً على الخلفية التي تختارها. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك اختيار سمات مميزة لشخصيتك التي تلعب دورًا هامًا في تشكيل مجرى أحداث القصة الرئيسية. هذا يمنحك فرصة فريدة لتغيير تطورات القصة والتفاعلات مع الشخصيات والعالم من حولك بناءً على القرارات التي تتخذها في اللعبة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنك العمل على ترقية مركبتك الفضائية بشكل شامل. يمكنك تحسين الشكل الخارجي للمركبة وتخصيص قمرتها لتتناسب مع احتياجاتك. ليس هذا فقط، بل يمكنك أيضًا ترقية الأسلحة والدروع الموجودة على مركبتك لزيادة فاعليتها وتجهيزها للمعارك والتحديات التي تنتظرك في عالم اللعبة.

بالإضافة إلى ذلك، تبرز اللعبة بأسلوب رائع في إدارة الحوارات مع الشخصيات الفرعية خلال تطور أحداث القصة. يمكنك اتباع استراتيجيات متنوعة لإقناع الشخصيات بوجهات نظرك، وهذا الاختيار يؤثر بشكل مباشر على تطورات القصة ومسارها. هذا العنصر يخلق إعادة لعب ممتعة بعد الانتهاء من اللعبة، حيث يمكنك اختيار أساليب واستجابات مختلفة للشخصيات واستكشاف مجرى قصة مختلف في جلسات اللعب المتعددة.

المتعة أثناء اللعب

بالتأكيد، اللعبة تُقَدِّم تجربة ممتعة بشكل كبير في معظم جوانبها. إذا كان اهتمامك بانهاء القصة الرئيسية، ستجد مجموعة كبيرة من المهام المشوقة والمثيرة تنتظرك. وإذا كنت تميل إلى المهام الفرعية، فإنها لن تقل أبدًا عن المهام الرئيسية في متعة اللعب، بل ربما تجد بعض المهام الفرعية أكثر إثارةً. وإذا نسيت كل ذلك وقررت التركيز على تطوير مركبتك واستخدامها في المعارك، فستجدها أيضًا تجربة ممتعة. وإذا كان اهتمامك هو بناء المستعمرات على الكواكب، فإن هذا أيضًا يُقَدِّم تجربة ممتعة. ببساطة، اللعبة ممتعة بمختلف الجوانب، وهي تجربة لن يكون من السهل تكرارها.

الجرافيك

اللعبة تقدم جودة رسوميات استثنائية تأسر اللاعب بجمال عالم اللعبة. المدن الرئيسية الواسعة مصممة بأسلوب مستقبلي يدهش، والتجول في الفضاء يمنحك إحساسًا واقعيًا بكونك فعلاً في الفضاء الخارجي. ومع ذلك، يُلاحظ عدم الاهتمام بتفاصيل بعض شخصيات الـ NPCs، لكن هذا لا يؤثر بشكل كبير على تجربة اللعب بصفة عامة. في المجمل، اللعبة تقدم جودة رسوميات مذهلة تناسب الأجيال الحالية من الأجهزة.

مميزات اللعبة

عيوب اللعبة

الخلاصة

بالتأكيد، لعبة Starfield تُعد واحدة من أقوى حصريات مايكروسوفت لهذا الجيل، حيث قدم فريق التطوير تجربة لعب استثنائية. تأتي اللعبة بقصة رئيسية رائعة، وتقديم أسلوب لعب مميز، ومحتوى ضخم يمكن الاستمتاع به لعشرات الساعات دون ملل. ولا يمكن تجاهل العالم الضخم والمذهل بصرياً الذي قُدِّم في اللعبة.

ومع ذلك، يُعتبر إهمال اللغة العربية من قبل مايكروسوفت وفريق التطوير نقطة ضعف، حيث يجب أن يُوجَّه الاهتمام إلى دعم اللغة العربية بشكل أفضل، خاصةً في حصريات المنصة. هذا الأمر يشكل تحسينًا مهمًا يجب النظر فيه في المستقبل.