بعد مرور أكثر من ثلاثة عشر عامًا منذ صدور آخر إصدار لسلسلة Prince of Persia بعنوان The Forgotten Sands في عام 2010، تعود شركة يوبي سوفت لإصدار لعبة جديدة ضمن السلسلة تحمل عنوان The Lost Crown. ولكن السؤال هنا هل تمتلك اللعبة الجديدة ما يكفي لجذب انتباه واهتمام عشاق السلسلة من جديد؟ سنكتشف هذا خلال مراجعة وتقييم لعبة Prince of Persia: The Lost Crown، لكن قبل الانغماس في مراجعة وتقييم اللعبة، دعونا نلقي نظرة سريعة على تاريخ سلسلة Prince of Persia.
معلومات لعبة Prince of Persia The Lost Crown
- تصنيف اللعبة: مغامرات, اكشن, منصات
- أنماط اللعب: لعب فردي
- تاريخ الإصدار: 18 يناير 2024 (يوم 15 يناير لنسخة Deluxe)
- جهاز المراجعة: PlayStation 5
- المطور: Ubisoft Montpellier
- الناشر: Ubisoft
- التصنيف العمري: 16
- الأجهزة الداعمة: Xbox Series X|S و PlayStation 5 و PlayStation 4 و Nintendo Switch و PC
مقدمة عن سلسلة Prince of Persia
سلسلة ألعاب Prince of Persia تعتبر واحدة من أبرز السلاسل في عالم ألعاب الفيديو، حيث تمتاز بمزيجها الفريد من الإثارة والمغامرة والقصة الشيقة. بدأت رحلة Prince of Persia في عام 1989 مع صدور اللعبة الأصلية، ومنذ ذلك الحين، تطورت السلسلة بشكل كبير وأثرت في عالم الألعاب بطريقة ملحوظة.
تتميز السلسلة بقصصها المثيرة والمليئة بالمغامرات في عوالم فريدة، حيث يتحكم اللاعب في شخصية الأمير المتقن في فنون القتال ومهارات التسلق والقفز. تتميز هذه السلسلة بتجربة اللعب الديناميكية التي تمزج بين القفزات البارعة والألغاز الذكية والمواجهات الشيقة.
من خلال تحديات الزمن والمخاطر التي يواجهها الأمير، اكتسبت السلسلة شعبية هائلة بفضل جودة الرسومات والتصميمات والقصص المثيرة. وتعد ألعاب Prince of Persia واحدة من تلك السلاسل التي استطاعت أن تحافظ على جماهيريتها وتأثيرها عبر السنوات.
قصة لعبة Prince of Persia The Lost Crown
سيتناول هذا الجزء من السلسلة قصة شخصية “سرجون”، محارب فارسي شاب يتمتع بقدرات فريدة نابعة من سلالة الخالدين التي ينتمي إليها. يُدرك “سرجون” مهمته الصعبة وهو إنقاذ الأمير “غسان”، وريث العرش الفارسي، الذي تم اختطافه ونقله إلى جبل قاف. بعد تحرك الفريق واستكشاف جبل قاف ومواجهة تحديات عديدة، يقع تحول غامض في الأحداث وينقلب فريق “سرجون” عليه. يبدأ “سرجون” رحلة السعي لإثبات براءته من التهم والضغوط التي ضده. تأخذ القصة منحى جديدًا ومثيرًا، حيث يتعين على اللاعبين التقدم في الأحداث لمعرفة ما سيحدث في رحلة “سرجون”.
في خلال مغامرته، سيطور “سرجون” موهبته في القتال، مواجهًا في طريقه مخلوقات أسطورية وتحديات خطيرة، وذلك في سعيه الجاد لاستعادة الأمير وإعادته إلى عرشه. هل سينجح “سرجون” في هذه المهمة الشاقة واستعادة الأمير “غسان”، أم ستكون هناك عقبات لا يستطيع تجاوزها؟.
رغم بداية اللعبة بداية حماسية، حيث تجد نفسك على الفور في قلب معركة مثيرة، لكن هذه المعارك لا تمتد لفترة طويلة. بمجرد بدء رحلة إنقاذ الأمير والتقدم في القصة، بدأت أشعر بالملل نوعًا ما، وذلك بسبب تصميم المراحل. حيث تعتبر اللعبة لعبة عالم مفتوح وهذا ما أثر على تجربتي، إذ وجدت نفسي في معظم الأوقات داخل متاهة. سوف نتناول هذا الأمر في جزء المهمات لاحقاً.
أسلوب اللعب
تقدم اللعبة نظام قتال ممتع ومثير، وقد أعجبتني كثيراً. ومع ذلك، يجب أن أشير إلى أن اللعبة ليست من الألعاب البسيطة أو السهلة، فهي تميل إلى أن تكون صعبة. لحسن الحظ، قامت شركة يوبي سوفت بإدخال خيارات متعددة لتخصيص مستوى الصعوبة. على سبيل المثال، يمكنك تعديل حجم الضرر الذي يمكن أن تتسبب به الأعداء أو تقليل الأضرار التي تأتي من البيئة المحيطة. هذه الخيارات تسمح لك بتعديل صعوبة اللعبة بحسب تفضيلاتك الشخصية، مما يجعل اللعبة تجربة ممتعة.
يتوفر لدى “سرجون” مجموعة متنوعة من الأسلحة والأدوات والمهارات التي يستخدمها في مواجهاته مع الأعداء. لنبدأ بالأسلحة، حيث يمتلك السيف الثنائي (Dual Blades) كسلاح رئيسي، بالإضافة إلى استخدام الرمح (Bow). كما يتمتع بمهارات المراوغة والقفز لتفادي الضربات، ويوجد داخل اللعبة تدريب يتيح لك تطوير مهارات القتال بمجرد التقدم في القصة. مع الاستمرار في اللعب، سيكتسب “سرجون” مهارات جديدة وستزيد قدراته في التعامل مع الأعداء. ومع التقدم في القصة، ستجد نفسك قادرًا على الاستمتاع بالقتال بطريقة أكثر فعالية وإثارة.
بالإضافة إلى الأسلحة، يمتلك “سرجون” قدرات خاصة يمكنه إكتسابها أثناء تقدمه في القصة، مثل Verethragna Smite. هذه القدرة تمكِّنه من إسقاط كل الأعداء أمامه بضربة واحدة، ويمكن استخدامها عند وجود عدد كبير من الأعداء، إلى جانب قدرات أخرى مماثلة. تمتلئ هذه القدرات خلال قتال الأعداء، وعندما تكتمل، يمكن استخدامها لإنقاذ “سرجون” في المواقف الصعبة والحرجة خلال اللعبة.
ويمتلك “سرجون” سلسلة تساعده على تُحسِّن وتعزز أسلوب القتال لديه، حيث يمكن تطوير هذه السلسلة وإضافة قدرات جديدة عبر شجرة الواق واق. يتم جمع قطع تطوير هذه السلسلة من صناديق أو أماكن منتشرة في الخريطة. اما بخصوص شجرة الواق واق فهى متوفرة في مختلف مناطق اللعبة، تمكِّن “سرجون” من تطوير السلسلة وإستعادة مستوى الصحة.
اللعبة تتضمن مجموعة واسعة من الألغاز التي يجب حلها أثناء إتمام المهام، ففي بعض الأحيان قد تجد الطريق مغلقًا أو يجب الوصول للأماكن المرتفعة. تأتي هنا أهمية قدرتك على حل الألغاز، حيث يجب على اللاعب التفكير في كيفية حلها للمضي قدمًا في اللعبة. تتراوح مستويات الصعوبة للألغاز ما بين متوسطة وصعبة، حيث تعتبر معظم الألغاز متوسطة التحدي، بينما يكون القليل منها أكثر صعوبة.
المهمات
الألعاب ذات العالم المفتوح تتضمن عادة مهمات رئيسية تُقدم السيناريو الرئيسي للقصة، بالإضافة إلى مهام جانبية يمكن الحصول عليها من الشخصيات التي يلتقي بها اللاعب أثناء استكشافه لعالم اللعبة. لنتحدث عن المهام الرئيسية. تبدأ المغامرة بالانتقال إلى منطقة جبل قاف بعد إكمال المهمة الأولى في اللعبة. هذه المنطقة كانت في الماضي مكانًا ذو أهمية كبيرة، لكنها تعرضت لكارثة وتحول هذا المكان مذهل إلى موطن للوحوش، وتشهد ظواهر غريبة تؤدي إلى اضطرابات في الزمن.
التكرار والملل أثناء التقدم في منطقة جبل قاف كان كثيراً. فبعض الأحيان، قد تجد نفسك تعود إلى نفس المكان مرارًا وتكرارًا في محاولة للوصول إلى مكان المهمة المقصود. هذا الأمر قد يسبب شعورًا بالملل والإحباط. على الرغم من أن هذه الطريقة قد يكون جزءًا من تجربة اللعبة وخصوصاً أنها في الأساس لعبة Platformer، إلا أن الاستمرار في هذا الأسلوب بشكل متكرر قد يُشعر اللاعب بالملل.
خلال تجربة اللعب، قد تجد أن بعض المهام تعتمد بشكل كبير على مهارات الباركور والـ Platformer. في بعض الأحيان، يمكن أن يكون التصميم البيئة غير متقن أو مبالغ في صعوبته، مما يؤدي إلى صعوبة زائدة خاصة في مناطق معينة. وكان ذلك يظهر ضعف جانب التحكم في شخصية اللاعب أثناء إستخدام مهارات الباركور. وقد واجهت صعوبات في تخطي بعض المهام وقضيت وقتاً طويلاً في محاولة الوصول للأماكن المطلوبة، مما قد يزيد من الملل والإحباط خلال التجربة.
تحسين التحكم وزيادة دقة الحركات كان يمكن أن يكون له تأثير كبير على تجربة اللاعب. يمكن لإصلاحات أو تحسينات في نظام التحكم أن تسهل على اللاعبين إتمام المهام التي تعتمد على الحركات الدقيقة، مما يقلل من مستوى الإحباط ويجعل التجربة أكثر متعة وتحفيزًا.
منطقة جبال قاف في اللعبة تتضمن العديد من الشخصيات التي تقدم مهامًا جانبية أو تبيع قدرات وأدوات. يمكن للاعب شراء هذه الأشياء باستخدام الكرستالات التي يحصل عليها من هزيمة الأعداء. تتقسم تجربة الاستكشاف في اللعبة إلى نوعين الأول هو الاستكشاف الحر، حيث تُترك اللعبة للاعب لإستكشاف المناطق والمهام بدون توجيهات واضحة. أما النوع الثاني فيكون إرشاديًا، حيث تقوم اللعبة بتوجيه اللاعب وإعطاءه إرشادات حول مواقع المهام وتسهيل توجيه اللأعب للطريق الصحيح.
المتعة أثناء اللعب
لا شك أن اللعبة كانت تجربة ممتعة، حيث أعادت لي بعض ذكريات الزمن الجميل في زمن قلت فيه نوعية هذه الألعاب. ومع ذلك، فإن خروج السلسلة عن نمطها التقليدي وتبنيها لنمط العالم المفتوح، إلى جانب التكرار الزائد في بعض الأحيان، أدى إلى فقدان اللعبة لبعض متعة اللعب والإثارة. على سبيل المثال خريطة العالم المفتوح للعبة كانت في الأساس لعبة Platformer، حيث يصعب فهمها ويصعب تحديد طرق التقدم فيها. هذا النوع من التغييرات قد يقلل من تجربة اللاعب ويصعب عليه الاندماج بسهولة في هذا النمط الجديد للعبة.
على الجانب الآخر، يبرز أسلوب القتال في اللعبة بشكل جيد، خاصة بعد إتقان أسلوب القتال والدخول في مواجهات مع الأعداء، وتنفيذ القدرات الخاصة التي تضفي تأثيرات مثيرة خلال الاشتباكات. يمكن أن تكون هذه المواجهات ممتعة للغاية، حتى أثناء مواجهة الزعماء، حيث يتطلب الأمر فهم حركات كل زعيم ومهاراته، وهو أمر ممتع وليس صعباً بشكل مبالغ فيه. بشكل عام، كانت تجربة اللعبة ممتعة، ولكن بالنظر إلى بعض المشاكل التي تم ذكرها سابقاً، لو تم حلها، لكانت التجربة أكثر متعة.
الجرافيك
تمتاز اللعبة بجرافيك رائع يناسب الألعاب من نوعية العاب المنصات (Platformer)، حيث تم تصميم البيئات والمناطق بطريقة مذهلة بالإضافة إلى تصميم الشخصيات. ورغم قلة المشاهد السينمائية، إلا أنها كانت جيدة، ولا يمكننا أن ننسى التأثيرات المبهرة أثناء المعارك. حيث تحافظ اللعبة على روح Prince of Persia الأصلية بشكل كبير، وتُقدم تجربة جديدة ومتطورة في نفس الوقت، تجمع بين عناصر اللعبة الكلاسيكية مع لمسات حديثة تتناسب مع روح 2024.
على الجانب التقني، كانت تجربة اللعبة سلسة وخالية من أية مشاكل تقنية مزعجة مثل هبوط معدل الإطارات أو مشاكل تقنية أخرى. يرجع ذلك إلى تصميم اللعبة الذي لا يتطلب جهازًا قويًا لتشغيله، سواء كانت على منصات الأجيال الحالية أو السابقة.
دعم اللغة العربية
مثلما هو معتاد من شركة يوبي سوفت، فإن اللعبة تدعم اللغة العربية في الواجهة والحوارات، لكنها لا تدعم الدبلجة العربية. وكما هو معتاد، جودة الترجمة كانت متميزة كما هو الحال في سابقتها من ألعاب يوبي سوفت، حيث لا يمكن إنكار جهود يوبي سوفت في دعم المنطقة العربية وتوفير تجارب ألعاب جيدة للاعبين الناطقين باللغة العربية.
مميزات اللعبة
- عودة بالزمن لعالم Prince of Persia المحبوب
- نظام الترقيات بسيط وغير معقد
- دعم اللعبة للغة العربية بشكل متميز
عيوب اللعبة
- التكرار والملل في كثير من الأحيان في بعض المهمات
- نظام التحكم في اللأعب غير جيد ويظهر ذلك في الباركور
- صعوبة مبالغ فيها أثناء تنفيذ بعض مهارات الباركور
التقييم النهائي
القصة الرئيسية - 8
أسلوب اللعب - 7.5
الجرافيك - 9
المتعة أثناء اللعب - 8.5
دعم اللغة العربية - 9.5
8.5
جيدة
لعبة Prince of Persia: The Lost Crown تُعد عودة جيدة لإحدى أشهر سلاسل الألعاب في عالم الترفيه، إلا أن تحول جوهر اللعبة من خطي إلى عالم مفتوح سبب ضررًا كبيرًا لتجربة اللعب. بهذا التغيير، فقد فقدت اللعبة الكثير من جاذبيتها، حيث ضاع الكثير من الوقت في فهم خريطة العالم ومحاولة الوصول إلى مواقع المهام. لو بُقيت اللعبة في إطارها الخطي، مع السماح بوجود بعض الأماكن المفتوحة، لكانت التجربة أكثر تناغمًا ولربما حققت تقييم أعلى بدون شك.